في إطار التطورات الهامة التي تشهدها الصناعة المصرية، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز في منطقة العين السخنة، مما يُمثل خطوة هامة ومهمة في تعزيز القدرات الصناعية للبلاد ودعم النشاط الاقتصادي الوطني. الجدير بالذكر أن هذا المجمع هو الأول من نوعه في العالم، والذي يعكس التزام مصر الثابت بالابتكار والتطور الصناعي.
يتألف المجمع من خمس مصانع تم بناؤها خصيصاً لمعالجة إنتاج منجم الكوارتز في مرسى علم في محافظة البحر الأحمر، مع سعة سنوية تبلغ 140,000 طن لكل منها.
وقد أوضح رئيس الهيئة المصرية للثروة المعدنية، ياسر رمضان، أن احتياطي منجم الكوارتز في مروة السويقات بمرسى علم يبلغ 3.5 مليون طن. وتبلغ تكلفة المجمع الكوارتز 80 مليون يورو، وهو الأول من نوعه في العالم، حيث يقوم بجميع مراحل معالجة المعدن، وهو أيضاً الوحيد من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط.
تم بث الفيلم التسجيلي الذي يشرح العملية، مبيناً أن صخور الكوارتز تتحطم إلى قطع تتراوح بين 3 و5 سنتيمترات، ومن ثم إلى مليمترات، ثم إلى ميكرو مليمترات، يتم بعد ذلك تحويل المادة إلى عجينة، بعد إضافة مواد معينة، لاستخدامها في إنتاج ألواح الكوارتز الصلبة.
أشاد السفير الإيطالي لدى القاهرة بالشراكة الاقتصادية الثمرة مع مصر، قائلاً إن الشركات الإيطالية التي استثمرت في المجمع الكوارتز ستشارك في مشاريع أخرى في قطاع التعدين في البلاد. أدى المشروع إلى خلق 2600 وظيفة مباشرة وغير مباشرة كما تلقى عدداً من المهندسين والفنيين تدريباً في إيطاليا.
وأكد السفير أن إيطاليا هي ثالث أكبر مستثمر أجنبي في مصر بـ 6 مليارات يورو من خلال 1200 شركة كبيرة ومتوسطة وصغيرة في قطاعات الزراعة والتصنيع وصناعات الأغذية.
علاوة على ذلك، سيتم إنشاء مصنع لإنتاج البيوكوارتز بتكلفة 70 مليون دولار وبسعة سنوية تبلغ 60,000 طن، بالإضافة إلى آخر للرمل الزجاجي. ومن بين المشاريع الرئيسية الأخرى قيد التنفيذ في قطاع التعدين هو إنشاء مصانع لمعالجة إنتاج منجم النحاس في جنوب سيناء بالتعاون مع شركة بريطانية.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح رئيس الهيئة المصرية للثروة المعدنية أن هناك خططاً لإنشاء مصنع لمعالجة السيليكون بسعة سنوية تبلغ من 60,000 إلى 100,000 طن، وآخر للسيليكون متعدد البلورات بسعة سنوية تبلغ 10,000 طن، ستتم تنفيذ هذه المشاريع في أربع مراحل بتكلفة إجمالية تبلغ 700 مليون دولار.
علق الرئيس السيسي، متحدثاً إلى الجمهور، قائلاً: أعلم أن تكلفة المشاريع قد تبدو عالية ولكن انظروا إلى فوائد تعويض الواردات، وتوفير المليارات… وإضافة قيمة إلى الاقتصاد من خلال معالجة المواد الخام، خاصة أن مواردنا (الطبيعية) ليست كبيرة جداً… وتذكروا أننا نستورد الغذاء بالمليارات في حين أن إنشاء المصانع يكلف فقط عشرات الملايين.
وحث الرئيس المصري الهيئة المصرية للثروة المعدنية على تعزيز جهودها في ترويج الاستثمارات في قطاع التعدين، وحث القطاع الخاص على الإسراع وعدم تفويت فرص الاستثمار.