وقعت شركة ماكدونالدز صفقة للاستحواذ على كافة منافذ فرعها في إسرائيل البالغ عددها 225 فرعاً، حسبما أعلنت شركة الوجبات السريعة الأمريكية العملاقة، وتأتي هذه الخطوة رداً على التراجع الكبير في المبيعات وسط الصراع المستمر في غزة وما تبعها من المقاطعة، وكانت منافذ سلسلة المطاعم في إسرائيل مملوكة لشركة ألونيال المحدودة، والتي يسيطر عليها رجل الأعمال الإسرائيلي عمري بادان، لأكثر من ثلاثة عقود.
وأكدت شركة ماكدونالدز الصفقة، في بيان صدر الخميس، قائلة: “تم التوقيع على اتفاقية لبيع ألونيال لشركة ماكدونالدز”، وأكدت أيضاً أنه عند الانتهاء من الصفقة، ستتولى شركة ماكدونالدز ملكية مطاعم وعمليات شركة ألونيال المحدودة، مع احتفاظ الموظفين الحاليين بمناصبهم بموجب شروط مماثلة. ولم يتم الكشف عن التفاصيل المالية لعملية الاستحواذ.
واجهت شركة ماكدونالدز أول انتكاسة في إيراداتها منذ ما يقرب من أربع سنوات في شهر فبراير، وذلك بسبب تباطؤ نمو المبيعات في قسمها في الشرق الأوسط، وتواجه الشركة مقاطعة عالمية للمستهلكين، والتي تتجلى بشكل خاص في الدول العربية والدول ذات الأغلبية المسلمة.
وأقر الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبزينسكي، بتأثير الصراع على عمليات الشركة، خاصة في الشرق الأوسط وخارجه، وأعرب عن أسفه للمعلومات الخاطئة المحيطة بموقف ماكدونالدز المزعوم بشأن الصراع، مؤكدا على حياد الشركة في تمويل أو دعم أي حكومات معنية.
وينظر إلى شراء الامتياز الإسرائيلي على أنه محاولة من جانب ماكدونالدز لاستعادة صورة علامتها التجارية، التي عانت بسبب تصرفات صاحب الامتياز الإسرائيلي، وأشارت مونيكا ماركس، أستاذة سياسة الشرق الأوسط في جامعة نيويورك أبوظبي، إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على كيفية إدارة العلامات التجارية العالمية للعلاقات مع أصحاب الامتياز المحليين في الأماكن التي تعاني توترات سياسية، وتأتي عملية الاستحواذ وسط انكماش اقتصادي أوسع نطاقا لماكدونالدز وغيرها من العلامات التجارية الغربية التي تواجه المقاطعة في المنطقة.
وامتدت التداعيات إلى ما هو أبعد من ماكدونالدز، حيث شهدت ستاربكس أيضًا انخفاضًا كبيرًا في الإيرادات في الشرق الأوسط مدفوعاً بعمليات مقاطعة مماثلة.
ومع الإعلان عن عملية الاستحواذ، تسعى ماكدونالدز إلى تحسس المشهد الجيوسياسي المعقد بينما تهدف إلى إعادة بناء سمعة علامتها التجارية في الشرق الأوسط وخارجه، وكانت تداعيات الصراع في غزة أدت إلى تحذير المنظمات الدولية من مجاعة وشيكة.